مدح الرسول الأكرم ورسالته (ﷺ) في شعر محمد إقبال محمد النبي (ﷺ)، الرسالة، القرآن الكريم، المعجزات الحسية، معراج النبي، هجرة الرسول.
Main Article Content
Abstract
هناك قصائد كثيرة في مدح الرسول ورسالته (ﷺ) في لغات الشعوب الإسلامية، مثل: الأوردية والفارسية والتركية وغيرها، ولكن هذا البحث يتناول مدح الرسول ورسالته (ﷺ) في شعر إقبال بالأوردية والفارسية فحسب. والمنهج المستخدم في هذا البحث هو المنهج الوصفي التحليلي المناسب لمثل هذه الموضوعات في الأدب الإسلامي. إن إقبالًا معروف بإسلاميته في شعره، وخاصة باتجاهاته نحو تجديد التفكير الديني في الإسلام. فإنه تناول مدح الرسول ورسالته (ﷺ) بطريقة فريدة تميزه عن غيره من شعراء العالم الإسلامي. ومن المعلوم أن القرآن الكريم معجزة فكرية للعالم البشري كله، ولكن إقبالًا يعتقد بحدوث معجزات حسية أيضاً من النبي (ﷺ)، مثل معجزة انشقاق القمر، وذلك بكونه خير الخلق كله أو حسب تعبيره الصوفي (الإنسان الكامل) الذي يستمد قوته من ذات الله تعالى بالعشق الإلهي. إن إقبالًا يخاطب النبي (ﷺ) ويقول: "أنت اللوح وأنت القلم ووجودك الكتاب". هذا الأسلوب المدحي منفرد من نوعه، وقوله هذا يدل على معان صوفية واسعة، لأن "اللوح والقلم والكتاب" مصطلحات خاصة تطلق على عوالم العلم الإلهي عند الصوفية. ومعنى ذلك في قول إقبال إن كل ما كان عند النبي (ﷺ) من العلوم والمعارف كان من هذه العوالم: (اللوح والقلم والكتاب) يعني أن النبي (ﷺ) كان لا ينطق عن الهوى، وإنما كان ينطق بما كان يوحى إليه من هذه العوالم. إن إقبالًا تناول مواقف متعددة من حياة الرسول (ﷺ)، كما شرح حقيقة الحياة والمعجزات في دواينه، ويمكن اعتبار عدد كبير من أبياته جزءا من فلسفته في "أسرار وجود الذات البشرية وخلودها"، و"فنائها في الأمة الإسلامية" خلافًا لنظرية "الفناء" عند الصوفية من أصحاب (وحدة الوجود) الذين يعتبرون "الإنسان" قطرة، وذات الله "بحرًا".