حتمية التعايش بين الفصحى واللهجات العامية
Main Article Content
Abstract
ملخص البحث
اللغة العربية الفصحى هي لغة الكتابة التي تدون بها المؤلفات والصحف والمجلات ووثائق الإدارة الرسمية، كما أنها تربط بين الشعوب العربية والإسلامية، ولا يتحدث بها إلاّ من يتقن قواعدها ويعرف ثقافتها؛ لذلك لا نجدها اليوم إلاّ في الأوساط الرسمية التي يتولى رعايتها المثقفون الذين يجيدون قواعدها. أما خارج الأوساط الرسمية، فإننا نجد سيطرة اللهجات العامية على الشارع العربي، وهي تلك اللهجات الهجينة التي ظهرت نتيجة اختلاط العرب بالعجم. ونظرا لكون جميع طبقات المجتمع العربي تستخدم اللهجات العامية في الاستخدام اللغوي اليومي العادي؛ نادى بعض الباحثين من دعاة العامية إلى ترك اللغة الفصحى والتوجه إلى اللهجات العامية باعتبارها لغة العصر والتقدم واللغة الحية التي تساير طبيعة الحياة. وفي المقابل ظهر فريق آخر من أنصار الفصحى يدعو إلى التمسك بالعربية الفصيحة وترك اللهجات العامية باعتبارها لغة القرآن والوحي. من هنا تأتي هذه الدراسة من أجل تسليط الضوء على مميزات العربية الفصحى واللهجات العامية وربطهما بواقع المجتمع العربي والإسلامي الحالي. وقد انتهجت الدراسة المنهج التاريخي لدراسة آراء الباحثين القدامى والمحدثين في أصل ونشأة كل من اللغة العربية الفصحى واللهجات العامية، ثم المنهج الوصفي لتحليل أهم المميزات التي تتمتع بها كل من العربية الفصحى واللهجات الحديثة، وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج، من أهمها أنّ هذه المميزات التي اتصفت بها العربية الفصحى واللهجات العامية كفيلة بضمان بقائهما، لذا فإنه يتوجب علينا خلق الأسباب التي تجعلهما يتعايشان معا، بدلا من الدعوة إلى إقصاء إحداهما على حساب الأخرى.